من نحن؟
ولماذا لا نُعلّم كالآخرين؟

افعلها لأنك لا تطيق ألّا تفعلها
لن نعدك في هذا البرنامج التعليمي أنك ستصنع “فيلمًا عظيمًا”. لن نقول لك كيف تصبح “مخرجًا شهيرًا”، ولا كيف ترضي لجان التحكيم. لأننا نعرف جيدًا أن أغلب ما يُسمّى “نجاحًا” اليوم، لا علاقة له بالفن، ولا بالصدق، ولا بالسينما التي تترك أثرًا حقيقيًا.
ما نقدّمه هنا ليس طريقًا مختصرًا إلى المنصات، بل مرآة تريك نفسك كصانع. ليس وصفة لجائزة، بل مساحة تتيح لك أن تتوقّف وتسأل: “لماذا أصوّر أصلًا؟ وما الذي أريد أن أقوله فعلًا؟”
نحن لا نعلّمك كيف تتكيّف مع السوق. بل نساعدك على اكتشاف ما يمكنك أنت أن تضيفه… حين ترفض تقليد أحد.
لسنا هنا لتلقينك طريقة تنفيذ، بل لفتح الباب على اختبارات شخصية ومهنية تجعلك تفهم: أنت لا تصنع “منتجًا”، بل تعبّر عن حقيقة تراها، وربما لا يراها سواك.
هذا البرنامج ليس “دليل خطوات”، بل خيار وجودي. هو عن القرار الأصعب: أن تصنع فيلمًا لا يُشبه أحدًا، حتى لو لم يُعجب أحدًا. أن تخلق عملًا يبقى صادقًا بعد أن تُطفأ الأضواء. أن تفضّل أن تعيش في وجدان الجمهور بدل أن تُدرج في لائحة جوائز.
أنت لا تقول شيئًا لأنك تنتظر موسم المهرجانات، بل لأنك لا تحتمل الصمت. لأن ما تريد التعبير عنه لا يمكن تجاهله، ولا تأجيله، ولا شرحه بكلمات بسيطة.
لكن انتبه…
هذا النوع من التعليم لا يُدرّس في الأكاديميات. لا تُمنح فيه وصفات. ولا يمكنك اختصاره بأدوات أو كورسات سريعة.
في Show Don’t Tell، لا نقدّم لك “الصورة الصحيحة”، بل نعلّمك كيف ترى. لا نقول لك “هكذا تُروى القصص”، بل ندرّبك على أن تسمع القصة حين تبدأ بالتكوّن داخلك.
غايتنا أن تمشي وحدك في الميدان، وتقول: “أنا لا أخرج أفلامًا فقط، أنا أُخرج الحقيقة كما أراها.
ضدّ مهنة الإخراج!
نحن لا نؤمن بالإخراج كمهنة تقنيّة تُعلَّب وتُدرَّس وتُصدَّر. نراه لغة داخلية، قرارًا عاطفيًا، فنًا في اتخاذ الموقف.
الوثائقي الحقيقي ليس مهنة، بل انحياز:
- انحياز إلى الإنسان بدل التحليل.
- إلى اللحظة بدل الترتيب.
- إلى الصدق بدل البراعة الفارغة.
ما نقدّمه ليس تعليمًا مريحًا، بل مواجهة. مواجهة مع ما تعلّمته سابقًا. مع أسئلتك غير المجابة. مع نظرتك الخاصة التي لم يسمح لها أحد أن تُرى على الشاشات.
حين تتوه…
في لحظة ما ستشعر أنك تائه. أن الفيلم لا يتحرّك، أن المشهد ناقص، أن الفكرة ضعفت، وأنك لم تعد تعرف لماذا بدأت أصلًا. هذا المشروع موجود لأجلك في تلك اللحظات بالضبط. ليذكّرك أن الطريق الحقيقي لا يكون واضحًا دائمًا. أن الغموض ليس ضعفًا، بل احتمال ولادة شيء عميق. أنك لا تحتاج إلى “تعليمات تنفيذ”، بل إلى مساحة تعيد فيها ترتيب صوتك الداخلي. أنك لست هنا لصنع فيلم… بل لأنك لا تحتمل ألّا تصنعه.
السينما كحالة إنسانية
نحن نرى في أكاديمية Show Do Not Tell مثل صناع الوثائقيات المميزين، أن السينما الوثائقية ليست مجرد نوع بصري. هي طريقة لفهم الذات. لفهم الآخرين. لفرض لحظة صمت وسط ضجيج التفسير. في زمن تختنق فيه المنصات بالمقابلات والتركيبات السطحية، يأتي صانع الوثائقي المستقل ليقول:
“هل يمكن أن نصمت؟ أن ننتظر؟ أن نرى ما لا يُرى؟”
نحن نقدّم هذا البرنامج لك إن كنت ترى في الفيلم الوثائقي مجالًا للتأمّل، لا الشرح. فعلًا أخلاقيًا، لا عرضًا بصريًا.
وسيلة لتغيير النظرة، لا فقط لنقل المعلومة. نخاطب الذين ضاقوا بالقوالب الجاهزة. الذين لم يقتنعوا أن المونتاج مجرّد ترتيب زمني. الذين بدأوا يشعرون أن القصّ هو كتابة ثانية… واعتراف شعوري.
نوجهك في برنامجنا التعليمي حتى لا تكون تقنيًا فقط، أنت لا تصنع تقريرًا إخباريًا. ولا تجهّز محتوى تسويقيًا. ولا تنتج شيئًا يُشاهد مرة ويُنسى. أنت تصنع مشهدًا قد يبقى في وعي شخص لسنوات. نظرة واحدة قد تكشف هشاشة نظام كامل. أو تُظهر جمال شخص لم يره أحد من قبل.
لنوجهك حتى لا تسمح لأحد أن يقنعك أن مشكلتك في المعدات، أو الدعم، أو الظروف. المشكلة الأعمق غالبًا أننا لم نتعلّم كيف نثق بنظرتنا الخاصة.
ابدأ من هنا.
لا لتتعلم فقط، بل لتعيد ترتيب علاقتك مع الفن، مع الصورة، مع الإخلاص للحكاية. في كل درس ستجد دعوة للتفكير.
وفي كل وحدة تدريب، احتمال أن تغيّر رأيك في معنى أن تُخرج فيلمًا وثائقيًا.
لماذا ابتكرنا هذه الأكاديمية؟ ولمن صُمّمت؟
ابتكرنا Show Don’t Tell Academy لأننا لم نجد مكانًا يُعلّم الإخراج كما نراه نحن: لغة داخلية، وموقفًا وجوديًا، وليس مجرد مهارة تقنية.
في أغلب برامج التعليم، يُعامل المخرج كعامل إنتاج. كمنفّذ جيّد، لا كصاحب رؤية. يُدرَّب على ما “يجب فعله”، لا على ما يشعر أن عليه فعله. يُحاصَر بالخطوات والمراجع والجوائز، دون أن يُسأل: “ما الذي تحاول أن تفهمه من خلال هذا الفيلم؟”.
لهذا، لم نبتكر هذه الأكاديمية كمسار تقني أو كمناهج محفوظة. بل كمساحة لتُعيد التفكير في كل شيء:
- كيف ترى؟
- لماذا تصوّر؟
- كيف يكون الفيلم صادقًا قبل أن يكون جيّدًا؟
نحن لا نؤمن بالتعليم من الأعلى، بل نؤمن بالمرافقة. نؤمن أن كل مشروع هو رحلة شخصية. وأن ما تحتاجه ليس فقط أدوات، بل وعي بمتى تستخدمها ولماذا. أن ما يصنع الفرق ليس البرامج والمعدات، بل النية، والانتباه، والقدرة على الملاحظة الدقيقة.
لكن، دعنا نكون صريحين:
هذا البرنامج ليس للجميع. هو ليس كورساً سهلاً ولا طريقًا مختصرًا. لن يعطيك وصفة ناجحة، ولا هيكل جاهز للفوز. بل سيطلب منك أن تنسى كثيرًا مما تعلّمته من قبل، وأن تواجه شكّك، وأن تصغي لما لم تكن تراه.
صُمّم هذا البرنامج لمن ضاق بالتعليم الكلاسيكي. لمن ملّ من تكرار الصيغ نفسها. لمن يشعر أن داخله شيء صادق، لكن لا يعرف بعد كيف يُقال. لمن لا يريد أن يصنع فيلمًا فقط، بل أن يصنع أثرًا حيًا داخل وعي الآخرين.
إن كنت ترى أن الإخراج مسؤولية قبل أن يكون مهنة، وأن الفيلم الوثائقي ليس مجرد سرد معلومات، بل وعد بأن نرى العالم بصدق جديد، فقد وصلت إلى المكان الصحيح.
وأهلًا بك، مخرجًا زميلًا في هذه الرحلة.
اكتشف كورسات أكاديمية Show Do Not Tell
لماذا تفشل المشاريع الوثائقية؟
رغم النوايا الصادقة، والأفكار القوية، والحماسة التي تملأ أول يوم تصوير… كثير من المشاريع الوثائقية لا تكتمل. أو تكتمل، لكنها تخرج ضعيفة، سطحية، بلا نبض. لماذا؟ لأن ما يُفشل الفيلم غالبًا لا يحدث في النهاية، بل في بدايته. في طريقة التفكير، لا في طريقة التنفيذ.
دعنا نناقش بوضوح الأسباب الثلاثة الأكثر شيوعًا لفشل المشاريع الوثائقية:
1. سوء الفهم بين النية والرؤية
النية شيء… والرؤية شيء آخر تمامًا.
النية: أن يكون لديك دافع نبيل، قضية تهمك، شعور صادق.
الرؤية: أن تعرف كيف تحوّل هذا الدافع إلى عمل بصري مُحكم.
أغلب صُنّاع الأفلام يملكون النية، قلة فقط يملكون الرؤية. الفيلم لا يُبنى بالرغبة، بل بالقدرة على صياغة سؤال دقيق، واختيار زاوية نظر محددة، واتخاذ موقف واضح من المادة التي تصوّرها.
النية تجعلك تبدأ. لكن بدون رؤية، ستضيع في نصف الطريق، تلاحق كل ما يحدث، دون أن تعرف لماذا تُصوّر هذا وتترك ذاك.
النية وحدها لا تحميك من السطحية. الرؤية وحدها تحمي الفيلم من الضياع.
2. فوضى التصوير بلا سرد
أكبر فخ يقع فيه صانعو الوثائقيات هو الاعتقاد بأن التصوير المكثّف سينقذ الفيلم. الكاميرا تعمل، الشخصيات تتحرك، الحياة تجري… لكن كل شيء يبقى بلا معنى لأن لا أحد يفكر بماهية “المشهد”.
الفرق بين تصوير الحياة، وصناعة الفيلم، هو أنك لا تُصور كل شيء، بل تُصوّر ما يُقال من خلال الشيء.
أغلب المشاريع تتراكم فيها اللقطات، لكن تغيب عنها المشاهد. تصبح مجرد مواد مبعثرة، لا بنية لها، لا مركز، لا إيقاع.
التصوير من دون وعي سردي يمنحك لقطات كثيرة… لكن ليس فيلمًا.
لا يكفي أن تصوّر الحدث. يجب أن تبني داخله زمنًا، شعورًا، توترًا، نقطة تحوّل. أن تتذكّر دومًا: أنت لا تلتقط الواقع، بل تُعيد ترتيبه لتقول شيئًا عنه.
3. غياب الخطة في المونتاج
أحيانًا، يكون التصوير ناجحًا، والمادة غنية، والمشاهد مفعمة بالإمكانيات… لكن عند دخول غرفة المونتاج، ينهار كل شيء.
لماذا؟ لأن المخرج لم يكن يصوّر بعين المونتير. لم يكن يبني لقطات تساعد على القطع. لم يُفكر بالإيقاع، ولا بالانتقالات، ولا بالزمن الداخلي لكل مشهد.
أكثر المشاريع تفشل في المونتاج ليس بسبب نقص المواد، بل بسبب غياب البنية المسبقة. حين تدخل المونتاج دون رؤية سردية، تبدأ رحلة طويلة من التجريب العشوائي، تتنقّل بين المشاهد كأنك تحاول لَصق فيلم من الخارج، لا بناءه من الداخل.
المونتاج ليس مرحلة “تجميع”، بل مرحلة “كتابة ثانية”. وللكتابة الجيدة… تحتاج خطة.
كيف نتعلّم داخل أكاديمية Show Don’t Tell؟
ليس تعليمًا تقنيًا، بل رفقة فنية حقيقية.
لا أحد يعلّمك كيف تصنع فيلمًا صادقًا. لأن الفيلم الصادق لا يُقلَّد، ولا يُركَّب كمنتج. ولهذا، لم نبتكر في Show Don’t Tell كورسًا جاهزًا، بل اخترعنا طريقة تعليم تبدأ من الداخل، وتُبنى من التجربة الحيّة.
لا تعليم رأسي، بل علاقة أفقية. نحن لا نقف على منصّة، ولا نقدّم “محاضرات”. نحن نبدأ من سؤالك، من مشروعك، من حيرتك، ونسير معك مرحلة مرحلة: من الفكرة، إلى التخطيط، إلى التصوير، إلى المونتاج، وحتى النسخة النهائية.
المنهج عندنا ليس تتابع وحدات، بل خريطة تعلّم عضوية. كل مرحلة تكشف شيئًا جديدًا فيك، وتعيد تعريف ما ظننته ثابتًا عن الإخراج.
لا أدوات جاهزة… بل اختبارات حقيقية. لن نقدّم لك “أداة حلّ”، بل نطرح عليك الأسئلة الصحيحة:
- هل هذه اللقطة تخدم إحساسك، أم تعوّض عن غياب الفكرة؟
- ما الذي لم تُصوّره لأنه أوجعك؟
- هل هذا المشهد “جميل”، أم “صادق”؟
نعلّمك أن الأدوات قد تكون فخًا إذا لم تخضع للرؤية. لأن التقنية من دون وعي، تتحوّل إلى تزيين لفراغ.
ويتضمن البرنامج جلسات خاصة مع مخرجين، وخبراء مونتاج، ومؤلفين موسيقيين من العالم العربي وأوروبا، لنقل التجربة الحقيقية من قلب المهنة إلى مساحة التعلّم.
كل لقاء من هذه اللقاءات هو ورشة تفكير حقيقي، لا محتوى تسويقي. لن تسمع نصائح سطحية، بل أمثلة من قلب عمليات التطوير، التصوير، أو المونتاج. ما نريدك أن تتعلمه من خلالها ليس “ماذا تفعل”، بل “كيف تفكّر كصانع فيلم”.
المصادر والإلهامات
لأنك لا تخرج من فراغ… بل من مخزونك الداخلي
في أكاديمية Show Don’t Tell لا نؤمن بأن الفن يُصنع من العدم. لا توجد “شرارة عبقرية” بلا وقود، ولا رؤية حقيقية تنشأ من فراغ. ما تراه في كادرك، وما تختاره من مشهد، وما تتركه في المونتاج… كلّه امتداد لما قرأت، وما شاهدت، وما عشته، وما أصغيت إليه بصدق.
ولهذا، نضع أمامك هنا مجموعة من الكتب، والأفلام، والتجارب الملهمة التي نرى أنها لا تدرّس فقط، بل تتسرّب إلى طريقة تفكيرك ورؤيتك كمخرج.
كتب لا يمكن تخطيها
هذه الكتب لا تُقرأ كـ”مراجع أكاديمية” بل كدروس حية، تزرع في داخلك حسًّا جديدًا لرؤية الواقع، وتحرّك أسئلتك الجوهرية حول السرد، والإيقاع، والصورة، والصمت.
Documentary Storytelling – Sheila Curran Bernard
دليل عملي وحسّاس يربط بين السرد الوثائقي والبنية الدرامية دون أن يفصل عن الواقعية. يُدرّس في معظم برامج صناعة الأفلام في أميركا وأوروبا.
Directing the Documentary – Michael Rabiger
من أكثر الكتب تأثيرًا في تعليم الإخراج الوثائقي حول العالم. لا يقدّم نصائح جاهزة، بل يمرّ بك من النية إلى التنفيذ إلى المونتاج، ويساعدك في صقل رؤيتك الشخصية.
Reality Hunger – David Shields
كتاب مفجّر للتصوّرات التقليدية. يُعالج كيف أن “الحقيقة” أصبحت أكثر تعقيدًا من أن تُروى بوسائل تقليدية. يُقرأ كـ”مانيفستو” لمن يرفض القوالب الجاهزة.
The Visual Story – Bruce Block
المرجع الأساسي لفهم جماليات الصورة، التركيب، الحركة، واللون. لا غنى عنه لأي مخرج يعمل في البصريّات.
Cutting Rhythms – Karen Pearlman
واحد من أذكى الكتب التي تناولت المونتاج من زاوية الإيقاع الحركي والعاطفي، كيف نُحسّ التوقيت، ومتى نقطع، ولماذا.
Sound Reporting – Jonathan Kern
للذين يفكرون بالصوت كسرد، وليس كخلفية. يُستخدم في برامج NPR وBBC كمرجع رئيسي لفهم المزج، والإيقاع السمعي، والصمت.
Film Art – Bordwell & Thompson
مدخل شامل إلى لغة السينما. يضع الأساس في التحليل البصري والنظري، ويقدّم عينًا تدريبية لفهم الفيلم كمجموعة اختيارات واعية.
Poetics of Cinema – Raúl Ruiz
كتاب شاعري، فلسفي، يُدمج بين النظرية والتأمل. لا يعطيك وصفة، بل يزرع فيك حيرة لذيذة تُشعلك نحو اكتشاف ما هو أعمق من “البنية”.
هذه الكتب تُدرّس في جامعات مثل NYU Tisch، USC School of Cinematic Arts، La Fémis، Goldsmiths London، وFilmakademie Baden-Württemberg – وكل واحدة منها كانت مصدرًا لإعادة التفكير في صناعة الفيلم لا كمنتج، بل كتجربة وعي.
أفلام لا تُدرس… بل تُعاش
ليست كل الأفلام تُشاهَد كي نتعلم منها تقنيات. بعضها نعيشه، ونتأثر به، وتتشكل معه نظرتنا للزمن، للمسافة، للصورة، وللإنسان.
No End – Rodi Hameh
عن الهروب من الحرب. لا يعرض فقط المعاناة، بل يُظهر هشاشة الإنسان حين تصبح النجاة هدفًا وحيدًا. الصمت فيه أبلغ من الكلام، والغائب عن الكادر يحكي كما الظاهر.
The Gleaners and I – Agnès Varda
عن الشعر الكامن في ما يُهمَل. كيف يمكن لفيلم أن يُبنى من التفاصيل، من التكرار، من الناس الذين لا ينظر إليهم أحد.
Stories We Tell – Sarah Polley
عن التداخل بين الذاكرة والوثيقة. فيلم يقلب البنية الكلاسيكية رأسًا على عقب ويجعلنا نسأل: من يملك الحقيقة؟
The Act of Killing – Joshua Oppenheimer
تجربة صادمة في تحويل “الجلاد” إلى راوٍ. لا يقدم “حقائق”، بل يفتح وعيًا جديدًا لفكرة التوثيق كأداة مواجهة.
Sans Soleil – Chris Marker
فيلم-رحلة، يقف على حدود الحلم، الرسالة، المونتاج، والصورة كوسيلة لتجميع العالم… لا شرحه.
For Sama – Waad Al-Kateab
عمل يُعيد تعريف “الشخصي كسياسي”. كيف يمكن أن يكون الفيلم وسيلة بقاء، ونداء، ووثيقة حياة تحت الخطر.
Waltz with Bashir – Ari Folman
فيلم وثائقي بصري كُليًا (Animated)، يعالج الذاكرة المنقوصة، والذنب الجمعي، ويستخدم الشكل ليحفر المعنى.
مراجع تُكوّنك… أكثر من أن تُعلّمك
بعض التأثيرات لا تأتي من كتب أو أفلام فقط، بل من:
- مخرجي الأفلام المنزلية القديمة الذين صوّروا من دون هدف واضح، لكنهم التقطوا الحياة كما هي.
- الشعراء الذين كتبوا كأنهم يرسمون مشهدًا – محمود درويش، ريلكه، بول إيلوار.
- المصورين الذين صوّروا الألم دون صراخ – James Nachtwey، Dorothea Lange.
- الصحفيين الذين تخلّوا عن “الموضوعية” ليقتربوا أكثر – مثل Svetlana Alexievich.
- الفلاسفة الذين رأوا السينما كوسيلة فهم لا ترفيه – مثل Gilles Deleuze وWalter Benjamin.
لماذا نُصرّ على هذه المراجع؟
لأنها تذكّرك دائمًا أن المخرج لا يُصنع من أدواته فقط، بل من ذاكرته، ومخزونه، وتحيّزه العاطفي. أنت لا تصنع فيلمًا فقط، بل تُعيد صياغة الطريقة التي ترى بها الحياة.
النهاية: دعوة للتعلّم في آخر الكتيب نغلق بحافز عاطفي قوي: الفيلم الذي لم تصنعه بعد… ينتظرك. والصدق الذي فيك، لا يعلّمه أحد. لكن يمكننا أن نساعدك على أن تراه بوضوح.
كل دوراتنا التعليمية متوفرة الآن على منصة Teachable العالمية!
وسائل دفع متعددة وآمنة
اختر الطريقة التي تناسبك — بطاقات ائتمان، باي بال، أو طرق محلية — جميعها محمية بأحدث معايير الأمان.
وصول سهل إلى المواد والفيديوهات التعليمية
تصفّح المحتوى في أي وقت ومن أي جهاز. كل الدروس والفيديوهات منظمة لتسهل عليك المتابعة والتطبيق فورًا.
شريط تتبع التقدّم لمراقبة تقدمك خطوة بخطوة
راقب تطوّرك لحظة بلحظة. كل وحدة تنقلك خطوة أقرب لفهم أعمق، مع مؤشرات واضحة لما أنجزته وما ينتظرك.
ما لا نقدّمه في الأكاديمية
نحن لا نعدك بجائزة. ولا نقدّم لك مسارًا مختصرًا نحو منصّة أو مهرجان. لأننا لا نؤمن أن قيمة المخرج تُقاس بعدد الجوائز، بل بعمق رؤيته وصدقه.
لسنا هنا لنجهّزك لتكرار نماذج ناجحة. بل نساعدك على أن تخلق نموذجك الخاص، بكل ما فيه من مخاطرة وخصوصية.
ونعم، لا نمنح “شهادات إتمام تقليدية”. لأننا نؤمن أن الشهادة الوحيدة التي تستحق أن تعتز بها… هي الفيلم الذي تصنعه، والنظرة التي تعلّمت أن تثق بها. التقدير الحقيقي ليس ورقة تحمل توقيعنا، بل وعي جديد تحمله معك في كل مشروع لاحق.
نحن لا نبيعك “إتقانًا”. بل نرافقك في تجربة تعلّم تعيد تشكيلك كمخرج. تجربة قد تكون غير مريحة، لكنها حقيقية.
النهاية: الفيلم الذي لم يُصنع بعد… ينتظرك
ربما أنت الآن تظن أن فكرتك بسيطة. أو غير كافية. أو لم تنضج بعد. أو ربما تشعر أن الفيلم الذي في بالك لا يشبه ما يُعرض على المنصّات، ولا يشبه “الناجحين”.
لكن صدّقنا… كثير من الأفلام التي غيّرت العالم، لم تكن واضحة في البداية. بل كانت شعورًا غامضًا. قلقًا لا يُفسَّر. سؤالًا مؤجَّلًا لا يحتمل التأجيل أكثر.
لا تنتظر الضوء الأخضر من أحد. ولا تسأل كثيرًا: “هل هذا يستحق أن يُروى؟”. إن كان يحرق فيك شيئًا، إن لم يتركك تنام، إن كنت تمشي به كأنه سرّك الأكبر… فهو يستحق.
هذا البرنامج التعليمي ليس وصفة ولا ضمانة. هو مرآة ومرافقة. مكان تعلّم فيه أن تثق بعينك، أن تسمع ما لا يُقال، أن ترى ما لا يريد أحد أن يُرى. أن تفهم أن الصدق أصعب من الجمال، وأن الصورة التي لا تُنسى ليست بالضرورة الأجمل… بل الأصدق.
الفيلم الذي لم تصنعه بعد، هو الذي ينتظرك. الحكاية التي تخاف منها، هي غالبًا الحكاية التي يجب أن ترويها.
والصدق الذي فيك، لا يعلّمه أحد. لكن يمكننا أن نساعدك كي تراه.
لا نعدك أنك ستخرج من هنا “مخرجًا عظيمًا”. لكننا نرجو أن تخرج من هنا مخرجاً إنسانًا يرى العالم بطريقة لا يعود بعدها كما كان.
وأن تبدأ أول خطوة في أصعب قرار، أن تصنع فيلمًا، لأنك لا تطيق ألّا تفعل.
نحن لا نبحث عن "طلاب". نحن نبحث عن صُنّاع أفلام يشبهوننا في القلق، والرغبة، والصدق إن كنت ترى ما نراه… فأهلًا بك.
- حمّل هذا الكُتيب كملف pdf من هنا
- هل لديك استفسار؟ تصفَّح الأسئلة الشائعة